انتقاد و مطالب للتعامل مع الإساءة للإسلام مثل «إنكار محارق النازي»

اخبار عربية و عالمية.اخر ردود الفعل لما حدث من اساءة للاسلام.
أدان شيخ الأزهر، أمس نشر أسبوعية فرنسية لرسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي الكريم، فيما لا تزال المنطقة تعاني من تبعات الفيلم المسيء للإسلام الذي أشعل مظاهرات عنيفة على مدار الأسبوع الماضي.

وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان: «إن الأزهر يعبر عن كامل رفضه وكل المسلمين لإصرار المجلة الفرنسية على نشر الكاريكاتيرات المسيئة للإسلام ورسوله، رسول الإنسانية». إلى ذلك، انتقد زعماء مسلمون نشر المجلة باعتبارها إساءة جديدة من الغرب لدينهم وحثوا الحكومة الفرنسية على اتخاذ إجراء حازم ضدها. وحثت الجامعة العربية الغاضبين على «ضبط النفس» وإبداء رفضهم للصور بشكل سلمي. ودعت الجامعة في بيان بعدما نشرت مجلة «شارلي إبدو» الرسوم الساخرة إلى التسامح والاحترام بين الثقافات. ودعا البيان: «كل الذين تأذوا من تلك الرسوم المسيئة إلى ضبط النفس واتباع الأساليب السلمية في التعبير الحازم عن الرفض لهذه الأفعال الشائنة التي تنم عن الجهل بالدين الإسلامي الحنيف ورسوله الكريم».

ومن جهته، قال عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة بمصر «نرفض وندين الرسوم الفرنسية المسيئة للرسول وندين أي عمل يسيء للمقدسات وفقا لمعتقدات الناس».

وقال العريان إن على القضاء الفرنسي التعامل مع القضية بحزم مثلما تعامل مع المجلة التي نشرت صورا لكاثرين ميدلتون دوقة كمبردج البريطانية زوجة الأمير ويليام عارية الصدر.

وأضاف: «لو كانت قضية كيت الدوقة مسألة خصوصية فإن الرسوم إساءة لشعب بالكامل. يجب احترام معتقدات الآخرين».

كما رفض العريان أي رد فعل عنيف من جانب المسلمين، لكنه قال إن الاحتجاجات السلمية مبررة.

ورحب محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بانتقاد الحكومة الفرنسية للرسوم لكنه قال إن على القانون الفرنسي أن يتعامل مع الإساءة للإسلام بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع إنكار محارق النازي.

وقال: «الحكومة الفرنسية عندها قانون لو أحد شكك في المحرقة يتم سجنه فلو أحد سب الصحابة أو النبي عليه السلام أو الإسلام أقصى حاجة تعتذر في كلمتين».

وفي لبنان قال رجل الدين السلفي البارز الشيخ نبيل رحيم إن هذا سيزيد من غضب الناس ويزيد من التوتر الكبير بدرجة خطيرة بالفعل. واتهم الضالعين في هذا بمحاولة إثارة صدام بين الحضارات وليس حوارا.

وقال إن القادة المسلمين سيحاولون السيطرة على الأمور والحفاظ على الهدوء لكن هذه الأمور يمكن أن تخرج عن السيطرة بسهولة مشيرا إلى أنه يخشى من تزايد استهداف الأجانب معبرا عن أمله في أن لا تستمر هذه الاستفزازات.

وقال مسؤول بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر إن هذا استفزاز متعمد. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن «بعض القوى العالمية» تريد تصعيد العنف في مصر حتى لا تتطور البلاد اقتصاديا.

وفي الخرطوم، أعلنت السلطات السودانية أمس أنها حجبت موقع «يوتيوب». وأكد مدير الهيئة السودانية للاتصالات عز الدين كامل لوكالة الصحافة الفرنسية أن الموقع حجب بالكامل منذ الأحد بعدما تعذر فنيا حجب الفيلم المسيء حصرا. وقال: «اضطررنا لحجب الموقع ووضع واجهة الهيئة عليه. حاولنا في البداية حجب الفيلم فقط ولكننا لم ننجح فنيا وكلما أغلقنا وصلة للفيلم ظهرت المزيد من الوصلات».

وأضاف كامل: «يوم السبت أرسلنا خطابا لـ(غوغل) نطلب فيه إقصاء الفيلم لما فيه من إساءات للمسلمين واستفزاز لمشاعرهم ولكن لم يردنا منهم أي رد. واليوم الأربعاء أرسلنا إليهم رسالة عبر الفاكس وأخرى بالبريد وليس هناك أي رد». وتابع «سوف يستمر الحجب إلى أن يحذف الفيلم وعندها سيكون (يوتيوب) متاحا للجميع». وتظهر لمتصفح «يوتيوب» في السودان عبارة «هذا الموقع تم حجبه بواسطة الهيئة القومية للاتصالات» وهي الجهة الحكومية التي تدير خدمات الإنترنت في السودان.

وفي باكستان أعلنت الحكومة الجمعة يوم إجازة وطنية تكريما للنبي محمد ودعت إلى مسيرات سلمية احتجاجا على الفيلم الأميركي المسيء للإسلام. وأعلن مسؤول كبير لوكالة الصحافة الفرنسية «ستكون الجمعة يوم عطلة في كامل أرجاء البلاد للتعبير عن حبنا للنبي»، موضحا أن القرار اتخذ في اجتماع مجلس الحكومة ترك فيه الوزراء جدول الأعمال جانبا لمناقشة الفيلم المسيء للإسلام.

وفي الفاتيكان، وصفت صحيفة «اوسيرفاتوري رومانو» الصادرة عن الفاتيكان أمس نشر رسوم كاريكاتيرية بأنها «تصب الزيت على النار». وكتبت صحيفة الفاتيكان: «في الوقت الذي يتم فيه بذل جهود مضنية لتخفيف التوتر الذي يعيشه العالم الإسلامي بسبب فيلم براءة الإسلام، يخشى اليوم فتح جبهة احتجاج جديدة» بعد نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي الكريم. وفي لبنان، تعرض فرع لسلسلة مطاعم «كاي إف سي» الأميركية في جنوب لبنان لإطلاق نار فجر أمس، وذلك بعد أيام من إحراق فرع للسلسلة نفسها في طرابلس (شمال) خلال مواجهات بين قوى الأمن ومحتجين على فيلم «براءة المسلمين» المسيء للمسلمين.

وبعد ذلك صرح وزير الإعلام قمر الزمان كايرا في مؤتمر صحافي: «سنوجه هذه الرسالة إلى بقية العالم بأن مسلمي باكستان يحتجون على هذا الفيلم وأننا لن نقبل ولو بجملة واحدة فيها مساس بالنبي». وأضاف الوزير: «سنتظاهر سلميا» موضحا أن باكستان تدافع عن «حرية التعبير» لكن لا يجب خلطها بالتهجم على الدين.