انور وجدي يحكي قصة حياته المثيرة لمجلة الكواكب
جاء الحوار منشورا بعنوان "كان مثلى الأعلى روبنسن كروزو":
اسمك إيه؟
أنور وجدي
عمرك؟
إذا كان بحساب السنين فعمري فوق الثلاثين ببضع سنوات، وإذا كان بحساب التجارب والمرمطة فعمري الآن فوق المائة.
أين ولدت؟
في مدينة القاهرة
هل تذكر شيئا من أيام طفولتك؟
نعم، وهل هناك أحلى من تذكر أيام الطفولة، أذكر أنني كنت ولدا شقيا منذ ولادتي حتى إن أبي - رحمة الله عليه - كان كلما زارنا ضيوف أو اقارب يغلق عليّ إحدى الغرف خشية أن أضايق الزوار، وقد حدث مره أن زارنا صديق لأبي ولم يكن أبي موجودا، وكانت تلك آخر زياراته لنا، إذ خرج من بيتنا وقد علقت في ذيل جاكيتته ذيلا من الورق جعله أضحوكة أمام الناس في الطريق، وكان أبي كلما صحبني معه في نزهة خارج المنزل يضطر إلى الاشتباك في مشادة مع الناس بسبب شقاوتي.
وما سبب هوايتك للتمثيل؟
كنت في طفولتي زعيما لأطفال الحارة وقد تعلمت من الأفلام الأمريكية الصامتة في ذلك الوقت كيف أكون عصابة ولكننا لم نسرق أو نقتل كما قد يتبادر إلى ذهنك، بل كنا نقلد ما نراه من الأفلام فيمثل أحدنا دور الفتاة وأمثل أنا دور الشجيع، وكان الباقون يمثلون دور اللصوص وكنت أختص بدور الشجيع دائما بينما كان الجميع يتنافسون على دور زميل الشجيع الذي يعاونه في إنقاذ المحبوبة من أيدي اللصوص بينما كانوا يتهربون جميعا من دور الحصان الذي يجب أن أركبه لأكون مثل الترمكس بالضبط، وكنت أستغل توزيع الأدوار في سبيل الحصول على الحلوى إذ كنت أتخير لمن يقوم بدور صديقي ممن يكون معه نقود كما كنت أجعل دور الحصان من نصيب أفقرنا فكان ذلك مدعاة للتنافس بين أفراد العصابة في محاولة الحصول على مصروف لا بأس به من زويهم ونشأت عندي ذلك الحين رغبة جارفة في أن يصبح التقليد حقيقة، وإن لم يتحقق ذلك إلا بعد أن صرت شابا.
هل تذكر حادثا طريفا في حياتك؟
-في حياتي كثير من الحوادث الطريقة.. ولكنني مازلت أذكر حادثة وقعت وأنا في حوالي. الثانية عشرة من عمرى أو أكثر قليلا، وكنا قد بدأنا نعاني بين دروس اللغة الانجليزية فصلا مقرراً من كتاب روبنسون كرورو، وشغفت جداً بالكتاب وبشخصية ابطاله، فلم أكتف باستذكار الفصل المقرر، بل رحت أقرأ القصة كلها وأستفسر عما يفيض على من عباراتها حتى حفظتها كلها.. وأصبحت اری روبنسون کروزو في أحلامي، وتمنيت لو استطعت أن أفعل مثله.. ثم حدث أن تشاجرت مع والدي فتركت المنزل وهربت إلى الإسكندرية في القطار بعد أن استطعت ايهام الكماري بأني فقدت والدي في الزحام أثناء زيارة السيدة زينب، وأظن أنه قد حسبني عدت إلى الإسكندرية فذهب في أثرى، وفي الإسكندرية ذهبت على الفور إلى الميناء وتسللت إلى إحدى السفن ، وظلت مختبا بها وأنا أمنى النفس برحلة من رحلات كروزو.. ولكنهم عثروا على وسلموني إلى البوليس، وانتهى الأمر بإعادتي إلى أبي حيث أخذت اعظم ( علقه ) في تاريخ حياتي ...
لماذا تركت المسرح لتعمل في السينما؟
لأن الذي يريد العمل في المسرح يجب عليه أن يكون من أنصار غاندي، حتى لا يهتم بأن يأكل أو يلبس أو يعيش في بحبوحة.. ومع ذلك فأنا أعتقد أن فن المسرح له لذته الروحية التي يحس بها الممثل.
يقال انك كنت تعمل في المسرح من أجل المال فقط لا الهواية
هذا غير صحيح، بدليل أني كنت أتقاضى راتبا ضئيلا جداً لكني أظهر أمام الناس بمظهر الفتي الأول للفرقة، فضلا عن أن العمل في فرقة حكومية يقتل الهواية.. وقد تركت الفرقة بعد أن مالت هوايتي للمسرح بسبب عملي فيها.
من الذي اكتشفك كممثل؟
الصدفة وحدها.. فقد تقدمت للعمل بفرقة رمسيس، وكانوا يحتاجون وقتها لشبان يقومون بالأدوار الثانوية.. فما إن وقع بصر قاسم وجدى (مدير المسرح) على حتى قدمني ليوسف وهبي.
أی أدوارك تعتز به أكثر من غيره؟
دوري في فيلم (الدفاع) الذي ثبت قدمى على أول درجات الشهرة في محيط السينما.
ما مقدار ثروتك الآن؟
عندى ثروة طائلة جداً.. هي إيماني.
وعندى ثروة بسيطة جداً.. هي بضع ألوف من الجنيهات وعدد من الأفلام.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقات القراء هي مسئولية أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع- تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها
معلومات عن الفنانين والمشاهير